“إنه جيريمي تولالان الجديد”، هكذا وصف أرسين فينغر مدرب أرسنال السابق في إحدى البرامج الرياضية نجم نادي نيس الفرنسي هشام بوداوي وأحد خرجي البطولة الوطنية الجزائرية الذي خطفوا الأضواء بسرعة بعد إحترافههم في نوادي أوروبية .
حيث إلتحق اللاعب الأسمراني بنادي نيس سنة 2019 بعدما قدم موسم مميز رفقة فريقه السابق أتلتيك بارادو جعله يتصدر قائمة الأسماء المطلوبة بقوة في سوق الإنتقالات الصيفية، وارتفعت قيمته المالية كثيرا رغم أنه في سن الـ25 فقط، لكن موهبة الغزال الأسمر الجزائري و شخصيته القوية فوق الميادين جعلته يكسب محبة الجميع، ولعل ثقته في نفسه جعلته يتألق أمام أكبر الأندية في فرنسا في صورة نادي مارسيليا و باريس سان جيرمان ما جعل الجميع يتنبأ بذهابه بعيدا في السنوات المقبلة وقيادة المنتخب الجزائري مستقبلا رفقة المدرب الحالي بيتكوفيتش الذي وضع فيه الثقة كاملة أمام منتخب الطوغو .
بوداوي سطع نجمه في مدرسته أكاديمية بارادو
ولد هشام بوداوي يوم 23 سبتمبر 1999 في مدينة بشار بـ الجزائر، بوابة الصحراء الجزائرية ، ترعرع في قلب أكاديمية بارادو المعروفة بتصدير أغلبية لاعبيها للبطولات الأوروبية في صورة رامي بن سبعيني مدافع بورسيا دورتموند يوسف عطال مدافع السد القطري و غيرهم من اللاعبين، وبدأ بتعلم كرة القدم في سن صغيرة جدا مع أترابه في الشوارع، حيث ورغم قصر قامته نوعا ما مقارنة مع زملائه الذي برز عنهم وتمكن من إبراز موهبته وعشقه للمستديرة منذ سن صغيرة جدا، ومع عائلة شجعته بشكل كبير جدا من أجل الإلتحاق بالأكاديمية، لم يكن من الصعب حثه على المواصلة في تنمية موهبته التي لم تكن توحي يومها أنه سيصبح لاعب كبير يثير لعاب الكثير من الأندية العربية و الأوروبية ، كما أخذ أنذاك صورة تذكارية مع رئيس الأكاديمية خير الدين زطشي و الذي شهد انطلاقة النجم الجزائري الأسمر نحو القمة .
إنضم إلى أكاديمية بارادو في سن الـتاسعة وأبهر الجميع بموهبته المميزة
لم يتوان مسؤولي أكاديمية بارادو أنذاك بقيادة خير الدين زطشي في خطف هشام بوداوي في سن الـتاسعة من عمره فقط وضمه إلى مركز التكوين الأفضل في الجزائر نظرا للكم الهائل من النجوم والأسماء المميزة التي صدرها إلى أوروبا، على غرار بن سبعيني آدم زرقان تيطراوي و غيرهم، و أبان جوهرة الصحراء أنذاك على إمكانيات هائلة جعلت كشافي الأكاديمية يؤكدون على أن اللاعب سيكون له مستقبل واعد أنذاك .
2019 بوداوي يحقق حلمه ويوقع على أول عقد إحترافي له مع نيس
كان أول عقد احترافي لـ هشام بوداوي متوسط ميدان نادي نيس الفرنسي مع ناديه الجديد سنة 2019 أين أمضى على عقد لمدة 4 سنوات كاملة، وذلك بعدما لفت انتباه مسيري النادي بفضل المستوى الكبير الذي قدمه في تشكيلة بارادو في موسمه المميز، ولم ينتظر هشام طويلا حتى نال ثناء بسبب الانضباط والصرامة في التدريبات، وهو ما مكنه من التحول إلى ركيزة أساسية في تشكيلة نادي نيس هذا الموسم، في انتظار أن ينال فرصا أكبر مع المنتخب الوطني، خاصة في ظل الثقة التي يحظى بها من قبل الناخب الوطني بيتكوفيتش، و الذي يدرك أن في جعبة اللاعب الكثير ليقدمه مستقبلا .
تألق بشكل ملفت للإنتباه وفرانك هايس يضع كامل ثقته فيه
ومن بين الأمور التي جعلت اللاعب السابق لأتلتيك بارادو يتألق هذا الموسم مع نيس الفرنسي هو ثقة المدرب فرانك هايس بعدما وضع كامل ثقته في إمكانياته جعله يقدم مستوى منقطع النظير و الذي ظهر به في كل المباريات وهو الأمر الذي جعله يتصدر أيضا عناوين أكبر الصحف الفرنسية وأبرزها صحيفة “ليكيب” ليكون محل أطماع عدة أندية أوروبية و التي أبدت رغبتها في ضمه والاستفادة من خدماته تحسبا للموسم الجديد، وقد كان هذا الأمر بمثابة حافز حقيقي لإدارة نيس من أجل إقناعه على تمديد عقده لمواسم إضافية.
نال ثقة الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش
بعد كأس أمم إفريقيا 2019 و التي كان الشرف لمنتخب الجزائري بحصدها من الأراضي المصرية بقيادة مدرب المنتخب الوطني السابق جمال بلماضي و التي شهدت تواجد هشام بوداوي، لم يصبح اللاعب يستدعى بإنتظام لتشكيلة الخضر، لينال بعدها ثقة المدرب الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش في التربصات الأخيرة و الذي أصبح يثق في إمكانياته رفقة زروقي و آدم زرقان، تجدر الإشارة أن الخضر ضمنوا تواجدهم في كأس أمم إفريقيا المقبلة بالمغرب 2025 .
