إنّ للاستغفار عدّة فضائل؛ منها:
-إنّ الاستغفار هو الحصن الذي يُلتجأ إليه، ويُعتمد عليه في التطهير من الذنوب والآثام التي قد يقع العبد فيها، بالإضافة إلى أنّ الاستغفار دواء من الله -عزّ وجلّ- لمن يعاني من ضيق الصدر، وقلّة بركة الرزق، كما ورد في صحيح مسلم أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنه لَيُغانُ على قلبي، وإني لأستغفرُ اللهَ، في اليومِ، مئةَ مرةٍ).
-إنّ الاستغفار دواء الذنوب، وكفّارة للسيئات؛ فالعبد بحاجة للاستغفار دائماً؛ لأنّ كلّ بني آدم يذنبون، ويُخطئون، والله -تعالى- يغفر الذنوب بالاستغفار، حيث قال الله تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)،
– وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يا أيُّها النَّاسُ استَغفِروا ربَّكم وتوبوا إليهِ فإنِّي أستَغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ في كلِّ يومٍ مئةَ مرَّةٍ أو أَكْثرَ مِن مئةَ مرَّةٍ )،
-وروى رياح القيسي أحد السلف، وكان من أصدقاء مالك بن دينار، أنّه كان له نيف وأربعون ذنب، وقد استغفر لكلّ ذنب مئة ألف مرةٍ. المداومة على الاستغفار يعدّ سبباً في تفريج الهموم، وجلب الأرزاق، وخروج من العوارض والضوائق، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( مَن لزِم الاستغفارَ جعل اللهُ له من كلِّ همٍّ فرجاً، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجاً، ورزَقه من حيثُ لا يحتسبُ).
-إنّ الاستغفار سبب لنزول المطر من السماء، وحصول البركة في الأموال، والأولاد، والأرزاق، والثمار، كما قال الله تعالى: (قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
-جعل الله -تعالى- الاستغفار أمان من العقوبة، إذا صدر من قلوبٍ صادقةٍ موقنةٍ، وسبباً في دفع البلاء والنقم، وأمان من العذاب، حيث قال الله -تعالى- في مُحكم التنزيل: (وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ).
-الاستغفار سبب لإنزال الله -تعالى- للخير والنعم على العباد، وإبدال خوفهم أمناً، وفقرهم غنى، وشقائهم سعادةً، كما قال الله تعالى:(وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذي فَضلٍ فَضلَهُ)،
-ومن الجدير بالذكر أنّ صفحة العبد ترفع بيضاء إذا كثُر فيها الاستغفار، وأمّا إذا كانت خاليةً من الاستغفار فتُرفع سوداء.