المدرب داود بلعرواي هو احد الطاقات والكفاءات الجزائرية التي تجسد نجاحها خارج الجزائر ،ومن بلد الحرمين يطل علينا هذا المدرب الشاب بنجاح باهر حققه رفقة ناديه الحوارء وصعود تاريخي للدرجة الثانية السعودية لأول مرة في تاريخ هذا النادي، ماراكانا في حديث مع المدرب داود تكشف القليل من أسرار التجربة التدريبية لهذا المدرب . . . .
بداية نهنئكم بالصعود المحقق الى القسم الثاني السعودي مع فريق الحوراء.
بارك الله فيكم وشكرا جزيلا لكم.
كيف وجدت الاجواء في الدوري هناك، وماهي الفوارق بينها وبين البطولة الجزائرية ؟
دوري الدرجة السعودي اصبح يحظى بدعم وزارة الشباب و الرياضة، وأصبح يستقطب لاعبين من الدوري الممتاز ،و المنافسة به جد شرسة، الفرق بينه وبن البطولة الجزائرية هو الجوانب التنظيمية و المتابعة الاعلامية، هنا تشعر بقيمة الدوري الذي تلعب فيه. المستوى الذي وصلته الاندية السعودية،
هل هو عمل قاعدي ام استثمار اموال طائلة وفقط حسب رايك ؟
صحيح الاموال لديها أهمية كبيرة، لكن بدون جوانب تنظيمية محكمة، ستجعل هذه الاموال لا تبدي فائدتها، استقطاب لاعبين محترفين ساهم في تطوير مستوى اللاعب السعودي الذي اصبح اكثر انضباط و اكثر عزيمة في التدريبات.
اكيد الاموال تصنع الفارق لكن بدون مشروع واضح للتكوين والاهتمام بمختلف الاقسام لن يكون هناك ارتقاء حقيقي للمستوى العام للكرة في اي بلد ما رايك؟
هذا لا يختلف فيه اثنان، السعودية أنشأت اكاديمية (معد) التي تحاكي اكاديمية أسبايرفي قطر، كما انها أنشأت مراكز إقليمية لاحتواء المواهب في كل مدينة كبرى، وكذلك برنامج الابتعاث الرياضي الذي جمع احسن المواهب الشابة و يقيمون حاليا في إسبانيا و يلعبون مباريات ضد اندية أوروبية ليتم تسويقهم في أوروبا.
بالعودة لمسيرتك لو اختصرت لنا مشوارك التدريبي وماهي اهم تجاربك التدريبية ؟
بدايتي كانت مع نادي شباب امل ميلة مدربا للفريق الأول سنة 2010 كان عمري حينها 32 سنة، لتليها تجارب مع نادي المضيبي و البشائر في سلطنة عمان، ثم مع نادي الباطن و المحيط و الساحل و نادي الحوراء، تخللتها تجربة في قطر كمدير فني لاكاديمية خاصة و في نادي عين مليلة بالجزائر في القسم المحترف الأول كمساعد مدرب و مسؤول عن التحليل بالفيديو سنة 2019 لكن كانت تجربة قصيرة.
شباب ميلة يعاني ويلات الاقسام السفلى ماذا تقول عن وضع النادي؟
شباب ميلة هو النادي الاكثر شعبية في المنطقة حيث تاسس سنة 1936، و انا كنت احد لاعبيه السابقين و اعتبره نادي القلب، و أنا أتالم لوضعيته الحالية حيث يعاني من قلة الدعم المادي و الإهتمام، لا أدري أين الخلل لكن أرجو من السلطات المعنية أن ترد الإعتبار لهذا النادي، وكذلك أطالب قدماء اللاعبين و المناصرين الالتفاف حوله كي يخرج من أزمته الحالية.
عدة نوادي عريقة تؤول للزوال في الجزائر أو تكاد أين الخلل؟
الأندية في الجزائر تعتمد على دعم الدولة متى تأخر هذا الدعم اَو انعدم، تجد الأندية تتخبط ولا تجد مخرجا لها، في غياب الأموال التي تعتبر الوقود الذي يمكن سفينة هذه الاندية من الإبحار، في غياب سبل أخرى للموارد المالية للأسف.
نعود الى مشوارك مع الأندية هل تعتبر تجربتك مع الحوراء أنجح تجربة لك ؟
أولا أنا اعتبر نجاحي الحقيقي هو تركي الأثر الطيب على لاعبي سواء من الناحية الأخلاقية أو الرياضية و هذا الأمر أنجح فيه دوما و الحمد لله، شخصيا أحب التحدي و بناء الفرق من الصفر ،فهذا الأمر يشعرني بالثقة بالنفس و يزيدني عزيمة كي أتطور، اذا كنت تتكلم عن الفوز بالالقاب ،فاعتبر هذه التجربة هي الأنجح.
كيف كان موسمك ؟
الموسم كان صعبا و شاقا مع فريق فتي بهذه الدرجة، حيث بدات المعاناة في تغيير الذهنيات، حيث جاهدت كي اغير لاعبي من عقلية الهواة الى المحترفين، بداية بتعليمهم الإنضباط و رفع مستوى الحمل التدريبي، هو الذي جعلهم يواجهون صعوبات في البداية، لكن بداية تحضيراتنا المبكرة ساهمت في فرض أفكاري، وبناء أسلوب لعب متوازن مكننا في الأخير من تحقيق الأهداف، حيث كان فريقنا أقوى فريق بشهادة نادي مضر الدي صعد في المركز الأول، بالرغم أنني كنت أملك لاعبين قليلي الخبرة وصغار في السن، ناهيك عن 5 لاعبين كانوا بدون منافسة في السنوات الماضية .
كلمة لأنصار ومحيط النادي ومتابعيك وقراء جريدة ماراكانا
أحيي مشجعي نادي الحوراء من خلالكم و أتمنى لهم كل الخير، خاصة أنني تربطني بهم علاقة احترام و ود، حيث كنت حيثما توجهت في مدينة أملج إلا و لاقوني بالترحيب و الثناء، و هم يدركون حجم التغيير الجذري الذي أحدثته في النادي، و أتوجه بالتحية والتقدير الى كل سكان ولاية ميلة و الجمهور الرياضي الذي فرح بنجاحي، وفي الأخير أشكر جريدة ماراكانا التي اتاحت لي هذه الفرصة للتواصل مع قرائها الكرام، واتمنى لجريدتكم مزيدا من الإنتشار و لقرائكم التوفيق و النجاح.