الملاحظُ أن الردود ما بعد موقعة مانديلا عكست لنا فترة الفراغ الكروي الذي يعيشه شعبٌ تعتبر كرة القدم متنفَّس جُلِّ فئاته، ورغم أن الواقع يشير إلى كونها أحسن نسخة قدمها محليو الخضر منذ إنشاء البطولة، إلا أن مقولة أن الشيء كلما زاد ارتفاعًا كلمّا كان سقوطه مرعبًا، ربما أجدها أنسب وصف لمشاعر الجزائريين المتقلبة، حيث ان الوصول للنهائي من الطبيعي أن يرفع سقف الطموحات، والتي كانت المشاعر إيجابية منذ الإنطلاق وإلى غاية ركلة الترجيح الخامسة في المباراة النهائية، ثم تغيرت بالصافرة التي منحت السنغاليين لقبهم الأول في هاته البطولة.
تلك الليلة لم تكن حالكة، فالنجوم أنارت بعض العقول وجعلتها تعيد النظر في إيجابيات ما مضى، الوصول إلى النهائي بذاته إنجاز يبشرنا بما هو قادم، المحليون نالوا فرصتهم في محاولة إقناع بلماضي بالنظر إليهم خاصة في فترة تجاوز الفراغ، ورؤية بِضع أسماء في قائمته القادمة قد تكون بمثابة إيماءٍ بالرضا، أما الفوز الأكبر في هاته البطولة، فقد كان التنظيم المميز والمحكم، مع كل ودٍ وامتنان لكل المساهمين في هذا النجاح، ووسط آمال تنتظر أن يكون ملعب نيلسون مانديلا وما جاوره مسرحًا لتظاهرات أكبر مستقبلًا.