كيف تفوق الركراكي وطاقمه تكتيكيًا على إنريكي؟ ( تحليل فني )

0
654

المغرب إلى الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخها، في تاريخ العرب وتاريخ إفريقيا، بعد الفوز على إسبانيا بركلات الترجيح، مدرب أسود الأطلس وطاقمه الفني أثبتوا جدارتهم وفازوا بالمعركة التكتيكية ضد إنريكي وطاقمه، وهنا وجب الإيضاح، أن السيطرة والاستحواذ لا يعنيان الفوز سواء بالنتيجة أو حتى تكتيكيًا، لأن الاستحواذ على الكرة ليس سوى أسلوب يستعمل لغرض الوصول إلى المرمى والتسجيل، وهذا هو نفس الهدف المشترك لكل الأساليب التكتيكية المختلفة.

الركراكي (ودون الإنقاص من مجهود طاقمه ولاعبيه) منح الكرة لإنريكي وترك له الاستحواذ، ترك له الأسلوب، لكنه بالمقابل منعه من الهدف، استحواذ المنتخب الإسباني برسم 2-3-5 كان سلبيًا، وهذا راجع إلى الأسلوب المضاد الذي اتبعه المنتخب المغربي، حيث قاموا بدفاع المنطقة برسم 4-5-1 في المساحة المحددة بين خط 18 متر الخاص بهم ومنتصف الملعب، بخطوط متقاربة جدًا ودفاع شبه متقدم، هذا الأخير جعل الإسبان يلجئون إلى لعب الكرات في ظهر المدافعين، لكن نظام الضغط بالدفاع القطري والهرمي الذي اتخذه المغاربة جعل لاعبي لاروخا لا يفكرون كثيرًا عندما تكون الكرة بحيازتهم، ما أبطئ قراراتهم.

الدفاع القطري
الدفاع الهرمي

المنتخب المغربي تمكن من عزل خماسي هجوم إسبانيا بالإضافة إلى بوسكيتس عبر فكر ” تغطية الظل “، أو ما يدعى بالإنجليزية بال “Cover Shadow”، عبر خماسي الوسط والمهاجم النصيري، حيث لم نشهد الكثير من التمريرات الكاسرة للخطوط أو الاستلام بين خطي دفاع ووسط المنتخب المغربي.

تغطية الظل

المنتخب المغربي اعتمد على المرتدات كسلاح هجومي عبر الأطراف، بفضل التفوق النوعي لسفيان بوفال وحكيم زياش على يورنتي وجوردي آلبا ظهيرا المنتخب الإسباني، مع صعود حكيمي ومزراوي للمساندة الهجومية ومحاولة خلف تفوق مركزي بفضل سرعتهما في التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية والعكس، هذا الأمر قابله الإسبان بتطبيق الضغط العكسي لاسترجاع الكرة في مناطق متقدمة من الملعب والتحول الهجومي السريع، لكن التطبيق لم يكن بالجودة اللازمة.

الإسبان حاولوا الاعتماد على الأطراف المتواجد عليها كل من فيران توريس على الجهة اليمنى، وداني أولمو على الجهة اليسرى، لكنهم فشلوا في تحقيق التفوق بكل أنواعه خاصة العددي، النوعي والمركزي، حيث كانت هنالك كثافة وزيادة عددية دومًا للاعبي المنتخب المغربي، في حين لم يستطع الظهيران المشاركة في الأعمال الهجومية بسبب اعتماد المغاربة على الجناحين في التحولات الهجومية.

نعم هاته هي الحقيقة، المغاربة تمكنوا من عزل أسلحة الإسبان وجعلوهم عقيمين، والركراكي رفقة طاقمه ولاعبيه يستحقون الإشادة لما قدموه، وحتى ضربات الترجيح تحسب للحارس بونو، الذي قام بتمويه جسدي رائع مكنه من التصدي لثلاث ركلات ترجيحية، على أمل تحقيق المزيد بداية من لقاء البرتغال.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا