لم يخلق الله الدنيا دائرة عبثا، وإنما جعل الدوران كرسالة كونية لعباده، يشير بها الى تغير الأحوال، وكأننا نسير في حياتنا في منحنيات فتارة نكون في القمة، وتارة نسقط في القاع وهذه سنة الله في الدنيا، يوم لك ويوم عليك ، كما أن الأيام دول بين الناس في الصحة والمرض، والفقر والغنى، والحزن والفرح، وليس هناك شيء يستقر على حاله قط في دار الفناء التي يقلبنا الله فيها كيف يشاء .
ولنا في قصة سيدنا أيوب (عليه السلام) أسوة حسنة ، حيث كان عليه السلام صاحب أموال وفيرة وذرية كثيرة يتقلب في نعم الله ونعيمه، حتى ابتلي بأشد أنواع البلاء في جسده وماله وولده، فغرق في بحر الضر والمرض والفقر، وأصابه من المحن ما أصابه حتى لم يتبق من جسده مغز إبرة سليما سوى قلبه، وفقد كل ما يعينه على حال الدنيا من مال وأصحاب .
بداية أردتها أن تكون عن أخ وإبن كل الجزائرين سمير حجاوي ، الحارس الدولي من مواليد 16 فيبراير 1976 بمدينة الزيانيين تلمسان ، لعب في عدة أندية جزائرية بداية من وداد تلمسان إلى غاية فريق بارادو موسم 2012 – 2013 مرورا بعدة فرق أبرزها وفاق سطيف ، إستدعي للمنتخب الوطني في عهد المدرب جون ميشال كفالي ، أبرز لقاء شارك فيه دوليا كان أمام الأرجنتين في ملعب الكامبو نو ، توج بعدة ألقاب محلية مع تلمسان ووفاق سطيف .
إبن تلمسان تعرض لوعكة صحية ألزمته الفراش بعد إرهاقه في الأشهر الأخيرة قبل وفاته ، استدعى نقله إلى مراكز خارجية ليتمكن من تقديم العلاج اللازم بعد تفشي المرض بشكل كبير في جسمه ، ولكن شاءت الأقدار أن توفي تاركا وراءه فراغا كبيرا وسط الجمهور الجزائري الذي يكن له كل الإحترام .
إنسان متواضع و بشوش و صاحب روح دعابة منذ نعومة أظافره ، كرس عمره في تربية أبنائه ولم يتركهم حتى أخر دقيقة في المطار لمغادرة الوطن ، صاحب جود وكرم نسأل المولى أن يتغمد روحه بالرحمة والمغفرة و أن يغفر له ويوسع مدخله مد بصره و أن يثبته عند السؤال و أن يدخله الجنة